في عيد الأم، علينا أن نعترف، ثمة نساء لا يستحقن شرف الأمومة، نسوة متبلدات، توقف نمو قلوبهن في طور بدائي ولم تتفتق فيهن مهارة الأمهات العظام، نساء يتوجب أن نفرض عليهن حظرًا يمنعهن من الانجاب، ليس تقنينًا للانجاب لأغراض إجتماعية وقومية؛ بل حظرًا شاملًا ؛ لكونهن يشكلن خطرًا على المستقبل، كائنات متطفلات على عالم الأمومة، وكارثة حقيقية على الحياة. لا يكفي أن تكوني امرأة؛ كي تكوني صالحة للأمومة، لا يكفي أن تملكين رحمًا؛ كي تعتقدي أنك صالحة للحمل والانجاب وتقلد مهمة عظيمة كالأمومة، تلك غريزة صعبة، صفة عظيمة وشاقة، تحتاج الكثير من النباهة، حس المسؤولية، موهبة وذكاء، روح قلقة دائمة التحفز وقلب عال الحساسية لا يكف عن التفكير بالطفل، تأمله، مراقبة سلوكه، الفيض الدائم عليه بالعاطفة..العيش مسكونة به، كما لو أن شؤون الطفل مس ملتصق بروحك للأبد. الأمومة صفة رديفة بالقداسة، تشريف نابع من جلالة المهمة، شيء من روح النبوة، ولا شرف ولا قدسية لمخلوق بلا مسؤولية، لأمهات مهملات، اقتحمن عالم الأمومة بمصادفة بيلوجية بحتة، وتظافرت أسباب كثيرة حجبت عنهن الوعي الفطري والمكتسب بمعاني الأمومة، هن بذواتهن يحتجن لتربية، لاهيات ويتعاملن بروح فاترة مع أطفالهن. فكيف يمكن التعويل على هذا الصنف من النساء، على انتاج بشر أسوياء. الأمومة: صبر، بال طويل، نفوس شاسعة وروح قادرة على احتواء الكوكب، الأمومة كالملهم الروحي، في قدرتها على رعاية أرواح أتباعها، قوة روحية تفيض وتغمر من حولها، تستشعر الخلل قبل وقوعه، ذكاء روحي لافت، جهاز استشعار نفسي يقظ، تعرف كيف تصلح اختلالات النفوس وتنشئتها بشكل قويم، كالآلهة في الخلق، كالوحي في هدايته للبشر. لا يوجد تجربة أعظم تأثيرا في المرأة من تجربة الأمومة، قد تكون المرأة حائزة على أعلى المراتب العلمية؛ لكن ذلك لا علاقة له دوما بمدى صلاحيتها للأمومة من عدمه ، كل تلك المسيرة العلمية_بقدر أهميتها_لا يمكن أن تؤثر في نفسية المرأة وتعيد صياغها وجدانها وخصائصها السلوكية، مثل تجربتها في تربية طفل. لكن هذه التجربة العظيمة_الأمومة_ لا تترك أثرها في كل امرأة، ذلك أن لدينا نساء باردات الحس والشعور، من العار أن نتبرع لهن بصفة الأمهات، حتى لو كن يملكن أطفالًا، كما لا يمكن اعفائهن من مسؤوليتهن في كثير من التشوهات النفسية التي يعاني منها كثير من الأطفال، بل والمراهقين وحتى الكبار، نسوة يتسببن بندوب في نفسيات النشء، وتؤثر في شخصياتهم للأبد. عزيزي الشاب: وأنت تبحث عن امرأة لتعيش معها باقي حياتك، قبل أن تتأكد من أي صفة ثانوية، تلمّس روح الأمومة في امرأتك، ليس الأمر مدى حبها للأطفال، فكل النساء يحببن الأطفال في ظاهر الأمر، استكشف جملة صفات ذاتية، استعدادات نفسية، كل ما يؤكد لك مدى أهليتها للأمومة من عدمه، ولا معيار لمدى صلاحية امرأة لشراكة طويلة، مثل هذا، من هي صالحة للأمومة، دوما ما تتوافر فيها أغلب صفات المرأة العظيمة. كل عام والسيدة غنيمة بصحة وعافية وأمهاتكم جميعًا. المجد للأمهات الأصيلات، النسوة الملهمات، الواقفات خلف كل نبوغ ونجاح وعبقرية في هذا الكوكب.