كنت قد وعدت بعودة ثانية لموضوع، الاصلاح وحكم تعز ،وها انا اعود. كل حزب حاكم عليه ان يتصدر المشهد ،ان يدير أمور السلطة من مقدمة الصفوف، وتحت ضوء الشمس ،ان تُحسب له المكاسب ،وتٰسجل عليه الخسائر، وان يعالج الاختلالات، ويدفع فاتورة عدم إجادته لادارة الحكم والعبث بشئون الناس ،الا حزب الاصلاح ،وحده من يرفض ان يقر بحقيقة انه من يدير تعز ،ويسعى للتلطي بالأحزاب السياسية ،عبر صناعة وتخليق تحالفات يديرها هو ،وينزع عن الآخرين حق المساواة والندية ،في بحث كل ماله صله بالشأن التعزي العام. الإصلاح لا يعترف انه الحاكم ،فيما يقبض بكلتى يديه وأسنانه على الحكم ،يهيمن على القرار السياسي التنفيذي ،لديه كتائبه ألويته العسكرية ،كل من يعتلي الهرم العسكري من أعضائه ،يدير شبكة الأمن ،يمارس عبر اجهزته القمعيه ،ابشع عمليات الخطف والتغييب والتنكيل، يمسك بالوظيفة العامة ،ومراكز الجباية ،يدمر القيم المدنية بتعز، عبر خلق مجتمعه الديني الموازي ،يفرض نمط عيش وحياة قروسطي على النساء وكل المجتمع، يهز مكانة الاحزاب ويضعف إستقلاليتها ،يهشم صلاتها مع قواعدها وحواضنها الشعبية ،عبر رمي كل الإخفاقات على ما سواه ،من قوى سياسية ومكونات. حزب الاصلاح حزب حاكم ،حتى وان رفض الإقرار بحقيقة مسئوليته ،عن كل هذه الفوضى والعبث، والدمار التي تعيشه المحافظة بل وحتى الرئاسة. الاصلاح يفشل بتقديم النموذج الافضل ،وان يؤسس دولته العادلة الدينية الرشيدة، على حد وصف منطوق شعاراته غير العصروية المتخلفة. الاصلاح يبني إمارة ولا يبني دولة ،يؤسس لقندهاره الخاص ،ويخنق كل إشراقات مدنية تتخلق في المجتمع. انه حزب حاكم بعقلية ماضوية وبأدوات قهرية غير ديمقراطية عفا عليها الزمن.