ظل الدنق من كافة الاتجاهات يهاجمون التجمع اليمني للإصلاح منذ أكثر من ربع قرن، بحجة أن أحد علمائه أفتى سنة ١٩٩٤ بكفر الجنوبيين واستحلال دمائهم، وما تزال هذه الأكذوبة تتردد رغم نفي د. عبدالوهاب الديلمي لها وتحديه بأن يأتي متهموه بأي برهان على صدق زعمهم، بل وظلت الأكذوبة يتم تناقلها رغم قيام بعض الإعلاميين بالاستقصاء وراء مصدر الأكذوبة واتضاح وقوف إحدى الصحف الإمامية وراءها، كجزء من استراتيجية الإماميين في تمزيق أوصال اليمنيين استعدادا للعودة إلى حقهم الإلهي المزعوم في حكمهم بعد أن أقصتهم ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢!
واليوم يقوم إماميون حوثيون بكل وضوح بتكفير عامة الشعب اليمني ممن لم يرضخوا لانقلابهم ودجلهم وفي المقدمة منهم محافظة مأرب التي تكرّر تكفيرها من قبل هؤلاء الكهنة واتهام أهلها، ومن معهم من الأحرار، بالزندقة والفسق والنفاق وبالسير في ركاب اليهود والنصارى وبالارتزاق والعمالة للكفار!
ورغم تسجيل دعوات التكفير الحوثية بالصوت والصورة من قبل التكفيريين الحوثيين أنفسهم ومجاهرتهم بذلك وتعبئة قواعدهم على هذا الأساس، ورغم انتشار صيحات التكفير في وسائل التواصل الاجتماعي؛ فإن أولئك الدنق لم ينبسوا ببنت شفة ولم يتكلموا عن التكفير الحوثي المتحقق لليمنيين، ولو من باب ذر الرماد في العيون بعد حملاتهم الشعواء ضد التكفير الإصلاحي المزعوم!
وليس هناك من تبرير لهذا التناقض البيّن في المواقف، إلا أن هؤلاء إما أن يكونوا من أصحاب الأحقاد التي تملأ قلوبهم ضد مواجهي مشاريعهم السلالية والطائفية والمناطقية من الوطنيين الأحرار، فعجزوا عن مواجهتهم في ميادين المعتركات الشريفة والانتخابات الديمقراطية، وسلكوا كل سبيل لشيطنتهم وتشويه صورتهم واغتيالهم معنويا بالأكاذيب والافتراءات، وإما أن يكونوا مجرد مرتزقة يبحثون عن التكسب كيفما تأتى، وفي سبيل ذلك لم يتورعوا عن إهانة أنفسهم ورهن ذواتهم لمن يستأجرهم وكأنهم تلفونات شوارع أو بنادق مستأجرة من قبل من يدفع أكثر!!