إلى عظمة ماريا

سماح عملاق
الخميس ، ١٦ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ١١:٣١ مساءً
مشاركة

 

ظلّي طفلةً ياصغيرتي، إياكِ أن تكبري أو تمطي قامتك لتتوازى مع قياس الكبار؛أنتِ كبيرةٌ في سنّكِ منذ الصغر. صوتكِ الشجيّ أعاد ترميم المباني المقصوفة في أرواحنا، وإحساسكِ النديّ يحيي فينا ألف معنى للأمل. أنصتي لي ياماريا؟! إياكِ أن تقعي في أخطائنا من جديد. ستبدو-بفترةٍ--عليكِ علامات البلوغ؛ ليظهر من يناديكِ بالتواري خلف الحجُب بحجّة النظارة والجمال، وفتنة الرجال، والعيب والحرام!!. لاتصدقيهم إن اتهموا جمالكِ أو عرّضوا بقدرتك على الإغواء؛ لأنهم لن يتهموا أنفسهم بالضعف أمامك، ولن يعترفوا برغبتهم المكبوتة في رؤيتك ببساطة (تتألقين). طفولتك -ياطفلتي- هي سياجكِ المنيع في هذا الوطن، تمسكي بها جيدًا، عضي عليها بنواجذك، نتفيها ريشةً ريشة لكن لا تسمحي لها بالطيران حتى تبلغين الألف عام. الطفولة شعور، والأعمار أرقام؛ المشاعر الجميلة تتوالد، وتتجدد، لتمنحنا الحياة بإيجابياتها بينما الأرقام تتصاعد، وحينما يتعطّل العداد تتوقف أنفاسنا لتتسبب بالموت. بالمشاعر تعيش طفلًا في الخمسين، وكهلًا ذو عشر سنوات، وبالعمر تتقيد، ولاأثمن من الحرية مهما ارتقينا. عيشي طفولتك ياابنتنا جميعًا، وانثري أشعتك إلى المحاكم، والجماجم، والسجون، والمعتقلات، والمعسكرات، والمدارس، والمستشفيات، والقواعد، ومراكز الإصلاح والتأهيل للأحداث والأيتام وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. إن كان لابد من زواجك ، تزوجي رجلًا يمنحكِ جناحين من ضوء لترتفعي أكثر ثم تحطين على رحاله، يفخر بكِ في كل محفل. لاتتورطي بجبانٍ يخجل من إعلان حبه لكِ على الملأ، أو بمعقّدٍ يرفض المشي بجانبك شابكًا يده في يدك. امنحي قلبكِ لرجلٍ حقيقي أو احتفظي به لنفسك أفضل.

أنتِ شمسٌ ياماريا إن كنتِ لاتدركين، أنتِ الضوء الشارد في هذه الظلمات الحالكة، والدفء المتجدد للمشردين من أبناء بلدتك. استمري ياصغيرتي، غني أكثر، اصدحي بصوتك وارقصي، وانسجمي مع النغمات والبكاء والعويل والضحكات وترنمي بها لتنجحي.. ولكن تمهلي. إياكِ ..إياكِ أن تشبّي سريعًا!!.