حققت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية خلال الساعات الماضية تقدم كبير ونوعي في سير المعارك الدائرة حالياً على مشارف مدينة مأرب، وذلك بعد يوم واحد من تحرير منطقة الزور الإستراتيجية المحاذية لسد مأرب.
وأفادت مصادر عسكرية، بإحتدام المعارك هذه الأثناء بالقرب من النقطة العسكرية في الخط الإسفلتي أقصى شرق مديرية مدغل، والتي تبعد خمسة كيلومترات فقط عن مدينة مأرب، من الجهة الشمالية الغربية، بالتزامن مع إقتراب قوات الجيش واللجان الشعبية من الأحياء الغربية للمدينة.
وقالت المصادر، إن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت يوم الثلاثاء بعد تحرير منطقة الزور المحاذية لسد مأرب، من السيطرة على منطقة الحماجر في محيط المدينة والتي تعد أقرب منطقة للمجمع الحكومي من الجهة الغربية الشمالية.
وأكدت المصادر أن قوات الجيش واللجان الشعبية في طريق تقدمها لإطباق الحصار على مرتزقة العدوان في المجمع الحكومي بمأرب، بعد سيطرتها على منطقة الحماجر في الساعات الماضية.
وأضافت أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت أيضاً من تطهير مناطق عديدة والتقدم من البلق وصولاً إلى نقيل مدرج، وإحكام سيطرتها على تلال جبلية تطل على خطوط إمداد المرتزقة لجبهات عدة.
وأوضحت المصادر أن الطريق أصبحت سالكة أمام قواتنا إلى وادي السد لقطع الخط الرابط بين مديريات مراد والمدينة، الأمر الذي سيؤدي إلى قطع خط الإمداد على مواقع المرتزقة في مراد، وإطباق الخناق أكثر على مرتزقة العدوان في مدينة مأرب.
في السياق، أفادت الأنباء الواردة من مدينة مأرب، عن تفشي حالة غير مسبوقة من الفوضى والإضطرابات داخل المدينة على يد مرتزقة تحالف العدوان، بالتزامن مع إقتراب قوات الجيش واللجان الشعبية من المدينة.
وقال ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي من داخل مدينة مأرب، أن مرتزقة العدوان عكسوا حالة الرعب التي يعانوا منها على كافة أشكال الحياة.
وأوضح الناشطون أن أبرز مظاهر القلق انعكست على شكل انتشار عمليات السطو على المحلات التجارية من قبل مسلحين تابعين لمرتزقة العدوان.
وأضافت المصادر أن تبادل الاتهام بالعمالة لـ”الحوثيين”، أصبحت طاغية على تعاملات المسلحين فيما بينهم، والذين باتوا يفرضون حالة من الرقابة المشددة على بعضهم، بعد ازدياد أعداد المسلحين العائدين إلى صنعاء.
وأشارت المصادر أن هناك عمليات إعتقال عشوائية للمسلحين المنتمين للصفوف المرتزقة والمدنيين في مدينة مأرب بتهمة “الخيانة”.
وكانت المعلومات الواردة من مأرب قد ذكرت أن قيادات مليشيا حزب الإصلاح عملوا على نقل أسرهم، إلى مدينة عتق، مما جعل الأخيرة تعايش ارتفاعات كبيرة في إيجارات المساكن خلال الأيام القليلة الماضية.
بينما اتهم ناشطون قوات العدوان ومرتزقته بإحتجاز النازحين في مخيم السويداء الواقع غرب مدينة مأرب، في إجراء أعتبره ناشطون حقوقيون أنه يفتقد للإنسانية.
حيث تكشف “وثيقة” أن مليشيا حزب الإصلاح الموالية للعدوان اعترضت نازحين أرادوا مغادرة المخيمات ورفضت نقل المخيمات إلى مناطق بعيدة عن المواجهات.
وبحسب الوثيقة الصادرة عن ما تسمى الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، فإن تحالف العدوان شن غارات بالقرب من مخيم النازحين في منطقة الهيال ما أثار المخاوف لدى النازحين.
ووجهت وحدة النازحين خطاب إلى محافظ مأرب المعين من قبل الفار هادي سلطان العرادة حملته مسؤولية سلامة النازحين، مشيرة إلى أن منظمات دولية طلبت نقل النازحين إلى مناطق آمنة.
وكشفت وحدة النازحين أن ما تسمى الشرطة العسكرية وقوات الأمن التابعة لمليشيا حزب الإصلاح منعت نازحين من مغادرة المخيم.
وعلى الصعيد الاقتصادي قال أبناء مدينة مأرب أن التجار أوقفوا التعامل بالعملة الجديدة، وبدأوا التعامل بالعملة القديمة، وهو إجراء اعتبره كثير من أهالي المدينة بمثابة مؤشر على إقتراب دخول قوات الجيش واللجان الشعبية إلى المدينة، مما دفع المواطنين إلى إستبدال الطبعة الجديدة من العملة بعملة قديمة أو عملات أجنبية.
في المقابل، زعم مصدر عسكري في قوات المرتزقة بتصريح لوسائل الإعلام، إن سيطرة الجيش واللجان الشعبية على قرية الزور يوم الإثنين وسيطرتهم بعدها بيوم واحد على منطقة الحماجر المجاورة لها يوم الثلاثاء، كان بفعل إنسحاب المرتزقة تكتيكياً.
وأشار المصدر إلى أن أوامر عليا صدرت لهم بالإنسحاب، مؤكداً أن المواجهات باتت حالياً في منطقة الطلعة الحمراء، آخر منطقة تفصل من الإتجاه الغربي عن المدينة.