بعد 24 ساعة من جريمة مقتل وإصابة المئات من اللاجئين الأفارقة في مركز احتجاز في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، بعد أيام من حملة اعتقالات طالتهم من مساكنهم وأماكن أعمالهم، مازالت الإحصائيات النهائية للقتلى والمصابين غير معلنة.
وكشف مصدر مسؤول من قيادة اللاجئين الافارقة بصنعاء لـ"يمن شباب نت"، بأن حادثة نشوب الحريق الذي تسبب بوفاة وجرح العشرات بمركز احتجاز اللاجئين في العاصمة ناتج عن فعل فاعل، ومن المرجح أن تكون قنبلة يدوية.
ويضم مركز الاحتجاز في مبنى الجوازات بصنعاء نحو 900 لاجئ أفريقي معظمهم من الأثيوبيين، مما يعني أن الضحايا أكبر بكثير مما أعلن عنه في وقت سابق، وفق المصدر.
وقال المسؤول - الذي طلب عدم كشف اسمه - "بأنهم حتى اللحظة لم يتمكنوا من معرفة عدد الضحايا الحقيقين، ولم يسمح لهم بزيادة مراكز الاعتقال في مجمع الجوازات لمعرفة من تبقى منهم على قيد الحياة".
وأشار "بأن أهالي الجرحى لم يتمكنوا من زيارة جرحاهم حتى لا يتم اختطافهم".
ولفت المسؤول "بأنه لم يتم ابلاغهم بأسماء الضحايا وأن هناك تكتيم إعلامي من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين"، ولفت إلى أنه "ما يزال المئات محتجزين حتى اللحظة".
وقال مصدر آخر "كلما نرى حملة لاعتقال اللاجئين، يتضح لنا ان ذلك بسبب رفضت مفوضية اللاجئين الاستجابة لابتزازات حكومة صنعاء (ميلشيات الحوثي)".
وذكر المصدر "بأنه خلال الأيام الماضية، كان اللاجئين يدفعون 120,000 ريال يمني (ما يعادل 200 دولار بسعر صنعاء) رسوم خروج و20,000 ريال بدل مواصلات إلى عدن".
وقال المصدر: "ورغم دفعهم للمبالغ لكم كان يتم ترحيل من صنعاء الى حدود تعز أو عدن وتركهم يمشون على الإقدام ويراقبونهم حتى يتجاوزوا الحدود".
وقالت مصادر في اللاجئين لـ "يمن شباب نت"، أن الأيام الماضية شهدت حمله غير مسبوقة في اختطاف أكبر عدد من اللاجئين الأفارقة المتواجدين في صنعاء، بمبرر انهم مقيمين بطريقه غير شرعية".
وأضافت المصادر "أن من ضمن من تم اختطافهم من مواليد اليمن وبعضهم مقيم منذ ٣٠ عاماَ في البلاد، حيث تم إجبارهم على دفع غرامات مالية لكِي يتم ترحيلهم إلى عدن".
أمس الأحد أعلنت الهجرة الدولية وفاة 8 مهاجرين، وإصابة أكثر من 170 أخرين، بينهم 90 في حالة خطيرة في حريق نشب في مركز احتجاز خاضع لسيطرة مليشيا الحوثي، في العاصمة صنعاء، فيما تتحدث تقارير عن إحصائيات لقتلى أكثر.
وقالت منظمة الهجرة الدولية "إن سبب الحريق في مركز الاحتجاز غير واضح"، أكدت أن "هذا الحادث واحد من العديد من المخاطر التي واجهها المهاجرون خلال السنوات الست الماضية من الأزمة في اليمن"، ودعت إلى "توفير الحماية والأمان لجميع الأشخاص بمن فيهم المهاجرون".