إنجاح الحكومة .. قارب نجاة اليوم..!!

فتاح الحميري
الجمعة ، ٢٢ يناير ٢٠٢١ الساعة ٠١:٢٧ صباحاً
مشاركة

الحكومة في مواجهة التحديات الإدارية والسياسية، أمام خيارين لاثالث لهما.. وإما أن تنتصر على هذه التحديات فتصل بنا إلى بر الأمان، أو تهزمها هذه التحديات فتزداد المخاطر أخطار وتعقيدا أكبر.   فقد تعد هذه المرحلة هي المرحلة السياسية الأخطر على الإطلاق .. لأن الحكومة التي تمثل حقا سفينة الإنقاذ تواجه الصراعات السياسية الداخلية المعقدة والمتشعبة داخل الشرعية والمقاومة، كما تواجه الحكومة تحدي رسم الخطط والبرامج والعمل على تنفيذها وقد قالها الدكتور معين بكل وضوح وصراحة بأن الوقت ضيق جدا أمام حكومته للقيام بما يكفي وضع الخطط ورسم مسار المعالجات والحلول .. وبالتالي فإن تهيئة الجانب السياسي كان وسيظل شرط أساسي للنجاحات الإرداية من رسم الخطط حتى تنفيذها ومتابعتها.   بعد أن دشنت الحكومة مسارها في مواجهة التحدي الإرهابي والعسكري للحوثي وانتصرت على هذا الإرهاب الذي حاول إرعاب المواطنيين وخلط الأوراق وإشعال صراعات عبثية لضرب الشرعية في مقتل ودفن إتفاق الرياض .. لكن حكمة وشجاعة رئيس الوزراء الدكتور معين استطاع تحويل هذا في صالح حكومته بتعزيز رص الصف الوطني، ومساندا لقرار تنصيف الحوثية منظمة إرهابية.   كون رئاسة الوزراء هي المسار العملي وتمثل إجماع كل الأطراف الوطنية المتباينةفيما قبل اتفاق الرياض والمتصالحه فيما بعد هذا الإتفاق، وعلاقاتها بالرئاسة والأحزاب وبالإشقاء بالتحالف العربي فإن رئاسة الوزراء هكذا تواجه وحيدة كل الأعباء وفي مواقف أكثر حساسية وخطورة.   ويجب على الجميع إستشعار وتقدير هذا العبئ الذي تواجه رئاسة الوزراء ومساندتها للنجاح بمهامها وتهيئة الأجواء أمامها بدلا من السعي لإرباكها ووضع العراقيل المختلفة أمامها.   على كل الشخصيات الوطنية السياسية والإعلامية والإجتماعية، والأحزاب والمنظمات المدنية، وكذلك المؤسسات التشريعية والإستشارية، بداية من رأس السلطة التنفيذية(الرئاسة) أن يدركوا الضرورة الوطنية الكبرى لمواقفهم اليوم مع رئاسة الوزراء ولما لهذه المواقف من إيجابيات في هذه المرحلة الأكثر خطرا وحساسية.   أستطاعت رئاسة الوزراء أن تخطوا بكل ثقة خطواتها الأولى نحو النجاح ولن يكتمل هذا النجاح إلابتعزيز مواقفها والتكامل معها من قبل الجميع.   فرئاسة الوزراء اليوم هي السفينة التي بإمكانها أن تنقذ البلد بشكل عام وتنقذ جميع الأطراف داخل إطار الشرعية والمقاومة الوطنية، وعلى الجميع أن يعي هذه اللحظات التأريخية الفارقة وأن تكون جهوده ومواقفه في المسار الصحيح فأنه مؤلم أن يكتشف مؤخرا أي جهة أو طرف أو شخصية مسؤولة بأنه كان يعمل في المسار الخاطئ ضد نفسه وضد الوطن وضد الجميع ..فيندم حين لم ينفع الندم.   رئاسة الوزراء هي سفينة الإنقاذ التي تشق طريقها في بحر متلاطم الأمواج فلا تتحمل مزيد من العبث والعمل على خرقها من الداخل سفها أو كيدا..فليقوم كلا بجهده ودوره ومسؤوليته حتى نصل إلى بر الأمان بسلام.   الإشقاء بالتحالف العربي لاسيما السعودية والأمارات يجب أن يستعدوا لتغيير الكثير من منطلقاتهم وتطوير الآليات والأساليب بشكل عام وأن يبذلوا اليوم جهدا أكبر وأدق لإنجاح المعركة القومية والوطنية.   رئاسة الوزراء نفسها لازم أن تبلور وعيها بكل هذا إلى خطط وآليات ومسارات عملية فهي تحتاج إلى الكثير من المبادرات وفرق العمل وغرف العمليات التي تشتغل ليلا ونهارا لمواجهة كل التحديات ووضع المعالجات وإن كان من خارج السياق الوظيفي المنحصر والتقليدي.