لا يكاد القائمون على عملية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض يتجاوزون عثرة حتى يواجهون اخرى ليصبح مسار تنفيذ الاتفاق اشبه بالسير على حقل ألغام.
ورغم الحديث عن قرب إعلان الحكومة وهو حديث تكرر مؤخرا بكثرة وخاصة بعد التوافقات الكبيرة التي ضبطت ايقاع عملية توزيع الحقائب الوزارية بين المكونات السياسية والاحزاب شمالا وجنوبا واستطاعت هذه المكونات تجاوز العديد من التجاذبات حولها حيث قدم الانتقالي ومكونات اخرى جملة من التنازلات حول حقائب وزارية معينة كان كل طرف يطالب بها.
ولكن وخلافا لـ 23 وزارة تبقى حقيبة "الداخلية" هي الاكثر اثارة لتجاذبات الاطراف الموقعة على الاتفاق.
إقرأ أيضاً ؛
مقاتلات التحالف تقصف مواقع حوثية بخولان
أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار والسعودي الخميس 05/11/2020
ثلاث شخصيات من ذمار ومأرب وتعز تمنع دخول المشتقات النفطية لعدن "أسماء + تفاصيل"
تجمع الاطراف على ان الرئيس هادي هو من له حق اختيار اسماء المكلفين بحمل وزارات الداخلية والدفاع والخارجية والمالية ولكن ضمن مبدأ التشاور مع التحالف والمجلس الانتقالي الجنوبي. والمشكلة تمكن بحسب مصادر في الانتقالي هي في اصرار الرئيس هادي على تمرير اسماء يراها الانتقالي والتحالف صدامية وغير توافقية او قد تعيد اسماء متورطة بإحداث العام الماضي الى الواجهة. *** مستقبل الميسري تفيد المعلومات الاخيرة من الرياض بإن الرئيس هادي خضع لضغوطات التحالف والانتقالي وقرر التخلي عن وزير الداخلية الحالي احمد بن احمد الميسري. ظل الرئيس هادي مصرا على اعادة اسناد حقيبة الداخلية للميسري ولكن الامر قوبل برفض حاسم من قبل الانتقالي وحتى التحالف الذين ذكروا هادي بان من بنود اتفاق الرياض هو ابعاد كل الاسماء المتورطة من الطرفين بإحداث اغسطس العام الماضي والذي كان الميسري أحد المتصدرين لذلك الصراع والدافعين له. ما يعزز هذه المعلومات هي الحملة الاعلامية المكثفة التي أطلقها مقربون من الميسري ووسائل اعلامية واعلاميون ظلوا لسنوات يستلمون اموالا طائلة منه لتلميعه والترويج له بل ووصل الامر الى إطلاق حملة جمع توقيعات والدعوة لمسيرات شعبية رافضة للتخلي عن الميسري. وبحسب ما رصدناه في كتابات هؤلاء فإن هناك حنقا كبيرا مما سموه بخذلان هادي وتخليه عن احدى رجالاته المخلصين. ولكن وبحسب مصادر عدن تايم فإن الرئيس هادي وامتصاصا لغضب المحيطين به من أنصار الميسري وارضاءا للرجل قد يدفع بتعيينه رئيسا لجهاز الامن القومي وهو جهاز استخباراتي موازي لجهاز الامن السياسي، وكلا الجهازين معطلين منذ الحرب الاخيرة التي سنها الحوثي على الجنوب. المصادر توقعت ان يمرر الانتقالي قرار تعيين الميسري كرئيس لجهاز الامن القومي ضمن صفقة استيعاب للواء شلال شائع كرئيس لجهاز مكافحة الارهاب في البلاد. *** من البديل؟ شهدت اروقة المشاورات مارثون طويل من الاسماء المقترحة لإسناد وزارة الداخلية لها خلفا للوزير الميسري. حيث يتم اقتراح اسم من طرف ما ليجد رفضا حاسما من الطرف الاخر. يصر الرئيس هادي بإن يتم اسناد وزارة الداخلية لشخصية من محيطه المناطقي " ينتمي للمناطق الوسطى بأبين " وقدم عدة اسماء لتولي حقيبة الداخلية لعل أبرزها العميد إبراهيم حيدان.. فمن هو العميد حيدان؟! يشغل العميد ابراهيم حيدان حاليا منصب نائب مدير مكتب القائد الاعلى للقوات المسلحة وقبله كان قائدا للواء الثالث حماية رئاسية حتى نهاية العام 2018 . قاد حيدان قوات الحماية الرئاسية في معارك يناير 2018 ونشر قواته بمحيط ساحة العروض لقمع متظاهرين جنوبيين كانوا يخططون لإقامة فعالية جماهيرية في الساحة ضد رئيس الحكومة آن ذاك احمد عبيد بن دغر. الا ان تدخلا حاسما من قوات المجلس الانتقالي اجبرته على التراجع لمعسكراته " معسكر طارق “.. ومعسكر جبل حديد المجاور لجولة العاقل، قبل ان يفقد هذه المعسكرات في اخر المعركة لمصلحة قوات الانتقالي. يرى المجلس الانتقالي في ابراهيم حيدان والذي كان مقيما في صنعاء ابان الحرب الحوثية في صيف 2015 ولم يغادر صنعاء الا بعد أشهر من تحرير العاصمة عدن، يرى الانتقالي انه نسخة لا تختلف على احمد الميسري وماضيه الصدامي لن يؤدي نجاح عمل الوزارة وخاصة انه سيشرف على ملف دمج قوات الانتقالي المختلفة فيها. *** اقتراح الانتقالي يشجع المجلس الانتقالي على اختيار نائب وزير الداخلية الحالي اللواء علي ناصر لخشع كشخصية متزنة وتحظى باحترام الجميع لتولي حقيبة الداخلية. لكن يبدو ان اللواء لخشع والذي يحتفظ بعلاقة وتواصل ايجابي مع المجلس الانتقالي لا يروق لدوائر صنع القرار المحيطة بالرئيس هادي والتي تراه اقرب للمجلس الانتقالي منه الى الطرف الاخر. لا يمانع الانتقالي في ان يتولى المنصب شخصية من محيط الرئيس هادي وشرطه فقط عدم تورط هذه الشخصية في الصدامات الدامية التي شهدتها عدن في العامين الماضيين. *** مرشح التحالف وبحسب مصادر الصحيفة فإن التحالف قدم قائد القوات الخاصة لمكافحة الارهاب العميد عادل بن علي هادي المصعبي كمقترح وسط لإسناد وزارة الداخلية اليه. العميد المصعبي المنتمي لشبوة يحظى بقبول المجلس الانتقالي ولكن للأسباب التي اوردناها سابقا تم رفضه من قبل الرئيس هادي . ويذكر ان العميد المصعبي كان يقود لواء مرابط على الحدود اليمنية الشمالية مع السعودية وظل هناك قرابة العامين ولعل هذا هو سبب التأييد السعودي له. *** داخلية للجميع يجمع مراقبون على ان وزارة الداخلية هي الوزارة الاهم جنوبا في الفترة القادمة وخاصة انها ستشهد عملية دمج لقوات المجلس الانتقالي الامنية كالأحزمة والنخب مع القوات الحكومية. ولذلك يرى المراقبون ضرورة بان تسند هذه الحقيبة لشخصية توافقية تكون قادرة على استيعاب الجميع بدلا من شخصية صدامية لا ترى الا المحيطين بها قبليا او مناطقيا. خلال الايام القليلة القادمة سينكشف الستار على الحكومة وسنرى الى اين ذهبت الاطراف السياسية في مناقشاتها ومن سيحمل ثقل هذه الحقيبة؟!